محمد بن زايد.. رجل السلام وزعيم الأخوة الإنسانية والتسامح
محمد بن زايد.. رجل السلام وزعيم الأخوة الإنسانية والتسامح
لا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية ونشر التسامح والسلام، ومنها "وثيقة الأخوة الإنسانية".
الشيح محمد بن زايد آل نهيان هو الرئيس الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، عُرف عنه منذ فترة طويلة أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي ساهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبوظبي، وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها.
وساهمت رؤيته الثاقبة وقيادته الحكيمة في نهضة دولة الإمارات الحديثة، وترسيخ مكانتها، وجهة عالمية مثالية في مختلف الأصعدة، وتعد مظلة الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي، التي رسخها، واحدة من أبرز إنجازاته التي تخدم الوطن والمواطن، وتعكس عمله وسعيه الموصول من أجل رفعة ومكانة الإمارات وسكانها.
سطر إنجازات هائلة على مستوى تعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم، ونشر مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمجتمعات، ودوره الرائد في العمل الإنساني والخيري على مستوى العالم.
ولهذا وغيره، كان الشيح محمد بن زايد آل نهيان، الشخصية الأنسب التي يليق بها إطلاق مبادرة "وثيقة الأخوة الإنسانية”.
وانطلقت الوثيقة من الإمارات قبل 3 أعوام، بتوقيع الأمام الطيب وبابا الفاتيكان، ويخلد العالم ذكرى خروجها للنور هذه الأيام في احتفالية دولية سنوية، يبدأ الاحتفال بها لأول مرة 4 فبراير 2021، بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
وفيما يلي عرض مبسط لتاريخ فارس الإمارات الأول الشيح محمد بن زايد.
ميلاد فارس
وفقًا لسيرته الذاتية، وُلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مدينة العين في 11 مارس عام 1961.
واسمه الكامل هو محمد بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو الابن الثالث للمغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس المؤسس لدولة الإمارات.
نهل من مدرسة والده "زايد الخير" وتمرس منذ حداثة سنه على شؤون الحكم والقيادة، ونشأ تحت رعاية والده ووالدته الشيخة فاطمة بنت مبارك، وتزوج الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديه 4 أولاد و5 بنات.
وعند بلوغه الـ18 من عمره، أتم سنواته الدراسية بين مدينتي العين وأبوظبي، حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الدولة والمملكة المتحدة، ويمتلك خلفية عسكرية، إذ تخرج عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، ومن ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات.
وشغل مناصب عدة في القوات المسلحة، من ضابط في الحرس الأميري -قوات النخبة- في دولة الإمارات، إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج في عدة مناصب عليا حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عام 2005.
وشغل أيضاً عدداً من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة، حيث تولى ولاية عهد إمارة أبوظبي في نوفمبر عام 2004، وأصبح رئيساً للمجلس التنفيذي في ديسمبر عام 2004، كما أصبح نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في يناير عام 2005.
ترأس الشيخ محمد بن زايد المؤسسات التالية:
مجلس أبوظبي للتعليم -سبتمبر عام 2005، وشركة مبادلة للتنمية- عام 2002، ومكتب برنامج التوازن الاقتصادي "الأوفست" لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992، وشغل أيضاً عضوية المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبوظبي للاستثمار.
إسهاماته في المجال العسكري
ساهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، مستلهما توجيهات المغفور لهما -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وقد ساهمت توجيهاته المباشرة والقيادية، في جعل القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية.
التعليم والبحث العلمي
كما ورد في سيرته الذاتية، يؤمن الشيخ محمد بن زايد، أن الاستثمار في تعليم أبناء الوطن هو أغلى استثمار، ومن هذا المنطلق حرص على تميز المؤسسات التعليمية الوطنية من خلال توفير أحدث وسائل التعليم والبحث العلمي لرفد مسيرة الوطن بأفضل مخرجات التعليم المواكب للتطور الحضاري العالمي.
أثناء ترؤسه مسابقة لدائرة التعليم والمعرفة، عمل على تفعيل مشاركة الطلاب وأولياء الأمور في عمليات التقييم، والتواصل مع المؤسسات التعليمية الدولية من أجل تبادل المبادرات المبتكرة الرامية إلى تطوير القطاع التعليمي في الإمارة.
فضلا عن الطفرة العمرانية التي حققتها الإمارة على مستوى إسكان المواطنين، أو على مستوى المنشآت الخدمية والصحية والترفيهية وغيرها من المجالات.
وشغل الشيخ محمد بن زايد منصب رئيس مجلس التوازن الاقتصادي (المعروفة بـ"الأوفست" سابقا).
المحافظة على البيئة
تعد القضايا البيئية واحدة من أهم أولويات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الصعيدين الرسمي والشخصي، إذ قام بقيادة جهود حثيثة لحماية الصقور وطيور الحبارى وظباء المها العربي داخل دولة الإمارات وخارجها.
كان له دور محوري في تأسيس هيئة البيئة بأبوظبي، وأعلن في يناير 2008 عن منح حكومة أبوظبي 15 مليار دولار لمصلحة مبادرة "مصدر" الرائدة عالمياً في مجال الطاقة البديلة والمتجددة، والمطور الأول لهذه المدينة المتكاملة والخالية تماماً من النفايات والانبعاثات الكربونية.
وإدراكاً للتحديات التي تواجه جهود المحافظة على الكائنات الحية، أمر الشيخ محمد بن زايد، بتأسيس صندوق متخصص يعنى بتقديم الدعم لأي مبادرات ذات صلة بالمحافظة على الكائنات الحية، سواء أكانت مبادرات فردية تتناول أمراً محدداً أو مبادرات منسقة تسير على مسارات عدة.
إنجازاته في تعزيز الأخوة الإنسانية
يسعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دائما إلى إحياء قيم الدين الإنسانية النبيلة، وتعزيز روح الأخوة بين بني البشر.
ومنذ إقرار الإمارات عام 2019 "عام التسامح"، تصدر المشهد بمواقفه وأقواله، ومن أبرزها استقباله اثنين من أهم القادة الدينيين في العالم، هما قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمخض اللقاء العالمي في العاصمة أبوظبي عن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"؛ لتكون دليلا على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل وتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر.
أطلق الشيخ محمد بن زايد "صندوق زايد العالمي للتعايش"، دعماً لجهود تعزيز ثقافة التعايش السلمي والأخوة الإنسانية بين شعوب العالم.
جهوده في العمل الإنساني
تفانى الشيخ محمد بن زايد في تقديم العون للدول الشقيقة والصديقة، سواء بعقد الاتفاقيات التي تحمل بإعلانها معاني التعايش والتعاون، أو مساهمة حكومة الإمارات وتوجيه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من الجمعيات الخيرية لتقديم يد العون للشعوب المنكوبة من الحروب أو من آثار الكوارث والأزمات.
لعب دورا في تعزيز تصدي الإمارات والعالم لأزمة كورونا وتداعياتها، حيث أسهمت جهوده في أن تكون دولة الإمارات من أوائل الدول التي تنجح في تخطي هذه الجائحة والانتقال إلى مرحلة التعافي التام، وفي ذات الوقت برزت توجيهاته المباشرة في مد يد العون وإرسال مختلف أنواع المساعدات المادية والعينية للأشقاء والأصدقاء خلال الجائحة.
ومنذ عام 2011، تبرع بمبلغ 247.8 مليون دولار أمريكي (911.4 مليون درهم إماراتي) للجهود الإنسانية والخيرية الهادفة إلى توفير اللقاحات وتمويل حملات القضاء على شلل الأطفال، ولا سيما في البلدان المستهدفة بهذه المبادرات.
أطلق الشيخ محمد بن زايد صندوق بلوغ الميل الأخير (Reaching the Last Mile) لجمع 100 مليون دولار أمريكي بهدف القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والسيطرة عليها والتي تعوق الآفاق الصحية والاقتصادية لأشد الناس فقراً في العالم.
الجوائز والأوسمة
حصل الشيخ محمد بن زايد على العديد من الأوسمة والميداليات من الإمارات ودول أخرى منها، مملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، وباكستان، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، والصين، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، إضافة إلى الأمم المتحدة.